لقد قرأت هذا الحديث فى كتاب ( شرح الأربعين النوويه و تتمة الخمسين ) لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وحبيت أشرككم معى فى قراءة هذا الحديث فلنقف سويا بعض اللحظات فى ظلاله
البر و حسن الخلق
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم .
وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( جئت تسأل عن البرّ ؟ ) ، قلت : نعم ، فقال : ( استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون ) حديث حسن رُويناه في مسندي الإمامين : أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .
البر: كلمة تدل على كثرة الخير فقال تعالى " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى "
حسن الخلق : ينقسم إلى جزأين الأول حسن الخلق مع الله أما الثانى فهو حسن الخلق مع الناس
فأما حسن الخلق مع الله فى أن تتلقى أحكامه الشرعيه بالرضا و التسليم ، و أن لايكون فى نفسك حرج منها و لاتضيق بها ذرعا فعليك أنا تقابل أوامرالله فى الصلاة و الزكاة و الصيام و غيرها من الأوامر بصدر منشرح
و أيضا حسن الخلق مع الله فى أحكامه القدريه ، فعليك أن تتقبل ما يصيبك من ابتلاء ، فالإنسان ليس دائما مسرور حيث يأتيه ما يحزنه فى ماله أو فى أهله أو فى نفسه أو فى مجتمعه و الذى قدر ذلك هو الله عز و جل
و بهذا يكون حسن الخلق مع الله
أما حسن الخلق مع الناس فهو بذل الندى و كف الأذى و الصبر على الأذى و طلاقة الوجه
و هذا هو البر
أما الإثم فهو ضد البر لأن الله تعالى قال " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَ لَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "
الإثم هو ( ما حاك فى نفسك ) أى تردد فى صدرك و صرت منه فى قلق و ( كرهت أن يطلع عليه الناس ) لأنه محل ذم و عيب فتجدك مترددا فيه و تكره أن يطلع الناس عليك
و لكن لا يشعر بالضيق و القلق من الإثم إلا صاحب القلب الصافى السليم ، فهذا هو الذى يحوك فى نفسه ما كان إثما و يكره أن يطلع عليه الناس أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر و الإثم ، فالكلام هنا ليس عاما لكل أحد بل هو خاص لمن كان قلبه سليما طاهرا نقيا ، فإنه إذا هم بإثم و إن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع تجده مترددا يكره أن يطلع الناس عليه ، و هذا ضابط و ليس بقاعدة ، أى علامة على الإثم فى قلب المؤمن
عايزين بقى يا جماعه نشوف قلوبنا، احنا فعلا بنحس بالإثم و لا ؟؟
الذنوب تراكمت فى قلوبنا و جعلتنا غير قادرين على الإحساس بالإثم و لا ؟؟
أعتذر إن كنت طولت عليكم شويه